خطبة الجمعة القادمة 30 أبريل 2021م : دروس وأسرار من غزوة بدر الكبرى ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 30 أبريل 2021م : دروس وأسرار من غزوة بدر الكبرى ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 18 رمضان 1442هـ – الموافق 30 أبريل 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 ابريل 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : دروس وأسرار من غزوة بدر الكبرى.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 أبريل 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : دروس وأسرار من غزوة بدر الكبرى بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 أبريل 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : دروس وأسرار من غزوة بدر الكبرى ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : دروس وأسرار من غزوة بدر الكبرى : كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة : دروس وأسرار من غزوة بدر الكبرى
الحمد لله والصلاة والسَّلام على رسول الله، وبعد: فيا جماعة الإسلام -إن لله أيامًا تكون مَعالمَ بارزة في تاريخ البشرية، ولله وقائعُ وأحداثٌ تكون منعطَفاتٍ في مجرى التاريخ البشري، ومن هذه الأيام يومُ بدر، ومن هذه الأحداث غزوة بدر.
سمَّاه الله سبحانه وتعالى بالفرقان لأنها فرقت بين الحق والباطل قال تعالي :”وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”(الأنفال/41).
وعظَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنِ أهلها لأنهم هم من تحملوا العذاب في مكة والهجرة ثم الجهاد من أجل رفع راية الإسلام عالية خفاقة فقال: “لعلَّ اللهَ اطَّلع على أهل بدر فقال: “افعلوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم “،بل عظَّم الله شأن الملائكة الذين اشتركوا في بدر، حين: “جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “ما تعدُّون أهلَ بدر فيكم؟ قال: “من أفضل المسلمين” قال: وكذلك مَن شهد بدرًا من الملائكة”(البخاري).
عباد الله: “وحديثنا إليكم اليوم عن أسرار ودروس من غزوة بدر وهي كثيرة منها:”
الدرس الأول: “النصر للفئة المؤمنة ولو كانت قليلة: “يوم بدر يومٌ انقلبت فيه الموازين؛ خفَّت موازينُ الأسباب المادية، وثقلت الموازين المعنوية الغيبية: فكانت أول معركة تلتقي فيها فئة قليلة مؤمنة مع كثرة مشركة، كانت كلُّ عوامل النصر والمظاهر المادية والأسباب الظاهرة ترشِّح الكثرة للفوز والانتصار، وكل الأسباب الظاهرية تقول بهزيمة القلة، حتى قال بعض المنافقين عن الفئة المؤمنة: “غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ”(الأنفال/49).لقد كانوا يرون أن الفئة المؤمنة تُلقي بنفسها في التهلكة، وأنها مُقدمة على الانتحار. فكانت بدرٌ قلبًا لهذه المفاهيم مفاهيم النصر والهزيمة؛ “كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ”(البقرة: 249).
الدرس الثاني : “القيادة الحكيمة عنوان للنصر والعزة”
عباد الله: “بدر لقاء بين فريقين ورايتَيْن: راية إبليس وتحتها أبو جهل، وراية جبريل وتحتها محمد صلى الله عليه وسلم والله غنها لمعركة خطيرة معركةٌ على رأسها جبريلُ ومحمد عليهما السلام من طرَف، وإبليس وأبو جهل من طرف آخر، هل يمكن أن يكون في الوجود كلِّه أخطرُ منها وأهم؟!
انظروا يوم بدر كانت تحت راية إبليسَ أبو جهل وهو يحرِّض المشركين على القتال؛ يقول: يا معشر الناس، لا يهولنَّكم خِذلانُ سُراقة إياكم؛ فإنه كان على ميعاد مع محمد، لا يهولنَّكم قتلُ عتبة وشيبة ابني ربيعة؛ فإنهم قد عجلوا، فواللات والعزَّى لا نرجع حتى نقرنهم بالحبال، فلا ألفِيَنَّ رجلاً قتل رجلاً منهم، ولكن خُذوهم أخذًا؛ حتى تعرِّفوهم سوء صنيعهم من مُفارقتهم إياكم، ورغبتهم عن اللات والعزى”(مجمع الزوائد).
أما الجند الآخر فربُّ العالمين يرعاهم؛ ويقودهم جبريل ومعه الملائكة ورسول الله صلي الله عليه وسلم متذرعاً بالدعاء والثقة في نصر الله :”إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”(الأنفال: 12، 13).ومما يشير إلى مدى خِزي إبليس واندِحاره ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما رؤي الشيطانُ يومًا أصغرَ ولا أدحرَ ولا أحقرَ ولا أغيظَ منه يومَ عرفة، وما ذاك إلا لِمَا يَرى فيه من تنزُّل الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب العظام – إلا ما رآه يومَ بدر؛ فإنه رأى جبريلَ عليه السلام يَزَعُ الملائكة”(مالك في الموطأ).
عباد الله وإذا انتقلنا سريعاً من الدروس للأسرار لوجدنا العجب العجاب” الدعاء. الملائكة. النعاس. المطر. الخوف. الحصي. ” كلها أسرار من أسرار بدر .
عباد الله:” وأول سر:” الدعاء “فبدر أول معركة خاضها النبي صلى الله عليه وسلم بين الكفر والإسلام .. حيث خرج المسلمون وهم قلة يريدون قافلة الكفار وإذا الأمر تحدث فيه المفاجآت فهم أمام جيش قوي كبير قال تعالى: “وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً “(الأنفال).
إن المسلمين قلة ثلاث مئة أو يزيدون عددا قليلا أما الكفار فكانوا ألفا فيهم مائتا فارس والفارس يحسب بعشرة من المقاتلين. لما نظر الكفار المسلمين وقد زاد عدد الكافرين وقد قل المسلمون في نظر الكافرين أيضا أيقنوا أن النصر لهم , فأرادوا أن يسجلوا نصرا في مجال العقيدة , إلى جانب النصر المضمون في مجال المعركة فخرجوا يستفتحون الله يقولون :”اللهم من كان منا على حق فانصره .. وضمن الجنود التي كانت سبباً في النصر بعد أن اصطفَّ الفريقان، وألحَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء وهو يقول: “اللهم أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئتَ لم تُعبد”. اللهم هذه قريش قد أقبلَت بخيلائها وفخرها تحادُّك وتكذِّب رسولك، اللهم فنَصْرَك الذي وعدتَني، اللهم أحنِهم الغداة “لكن الله لا يضيع عبادة .. لا يضيع رسوله صلى الله عليه وسلم لقد علم الرسول أنها موقعة فاصلة , فاستغاث بربه فأنزل الله قوله: “إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ..”(الأنفال /9).
فجاء المدد من الله سبحانه وتعالى فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ يَومَ بَدْرٍ: “هذا جِبْرِيلُ، آخِذٌ برَأْسِ فَرَسِهِ، عليه أدَاةُ الحَرْبِ”(البخاري).
والسر الثاني :”مدد الملائكة:
عباد الله:” ظل الرسول صلي الله عليه وسلم يتضرع إلي ربه كما روي مسلم عن ابن عباس قال ” حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ ثَلاثُ مِائَةٍ وَنَيِّفٌ ، وَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَإِذَا هُمْ أَلْفٌ ، فَاسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ ، وَعَلَيْهِ رِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ ، ثُمَّ قَالَ: “اللهُمَّ أَيْنَ مَا وَعَدْتَنِي ؟ اللهُمَّ أَنْجِزْ مَا وَعَدْتَنِي ، اللهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلامِ ، فَلا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا “،قَالَ : فَمَا زَالَ يَسْتَغِيثُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَيَدْعُوهُ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ ، فَرَدَّاهُ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ ، كَفاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ ، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: “ِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ”(الأنفال/ 9).فَلَمَّا كَانَ يَوْمُئِذٍ ، وَالْتَقَوْا، فَهَزَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُشْرِكِينَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا “(مسلم). . قال: أبو زُميلٍ: حدَّثني ابنُ عبَّاسٍ قال: بينما رجلٌ مِن المسلمينَ يومَئذٍ يشُدُّ في أثرِ رجلٍ مِن المشركينَ أمامَه إذ سمِع ضربةً بالسَّوطِ فوقَه، وصوتَ الفارسِ فوقَه يقولُ: أقدِمْ حَيْزُومُ إذ نظَر إلى المشركِ أمامَه خرَّ مستلقيًا فنظَر إليه فإذ هو قد خُطِم أنفُه وشُقَّ وجهُه كضربةِ سَوطٍ فاخضَرَّ ذاك أجمعُ فجاء الأنصاريُّ فحدَّث ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “صدَقْتَ، ذلك مِن مَدَدِ السَّماءِ الثَّالثةِ” فقتَلوا يومَئذٍ سبعينَ وأسَروا سبعينَ وجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبدالمطلب أسيرًا، فقال العباس: يا رسول الله، إن هذا والله ما أسَرني، أسَرني رجلٌ أجلحُ مِن أحسن الناس وجهًا على فرَس أبلقَ ما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسَرتُه يا رسول الله، قال: “اسكت؛ فقد أيَّدَك الله بملَكٍ كريم”(صحيح ابن حبان).
عباد الله: “والحكمة من نزول الملائكة:” هي تحصيل ما يكون سببًا لانتصار المسلمين؛ من بشارتهم بالنصر، وتثبيت المؤمنين، وتقوية قلوبهم، فعندما يرى المسلمون جند الله بينهم تطمئن القلوب، وما النصر إلا من عند الله، لا من عند الملائكة ولا من عند البشر.. وقد مضت سنة الله تعالى في خلقة بتدافع الحق والباطل، وأن تكون الغلبة بين الحق والباطل وفقًا لسنن الله تعالى في الغلبة والانتصار للذين أخذوا بالأسباب.. ورعاية صورة الأسباب وسننها كانت سببًا في إمداد الله تعالى المؤمنين بالملائكة مع أن جبريل قادر على أن يدفع الكفار بريشة من جناحه، أو أن يقتلعهم كما فعل بقوم لوط ..وذلك حتى يكون الفعل للنبي ،صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتكون الملائكة مددًا للمؤمنين على عادة مدد الجيوش..
عباد الله:” السر الثالث: “النعاس نعمة من الله وسر من أسرار يوم الفرقان؟ هذا النعاس الذي جعله الله نعمة للناس، إذا ناموا استعادت أبدانهم قوتها بعد إجهاد وتعب يشاء الله أن يخرق السنة للمسلمين الخائفين ليلة المعركة، فنزل عليهم نعاساً يغشاهم جميعاً، في لحظة واحدة، فينام كل واحد منهم على حاله ومع هذا النعاس الذي غشيهم جميعا حيث النوم العميق والأمان القوي، احتلم بعض المسلمين فأجنب فقاموا في الصباح، فجاء الشيطان واعظا لهم يقول: “كيف تدخلون معركة وأنتم جنب؟!! كيف تقتلون وتلقون الله وأنتم جنب؟!فرد الله كيد الشيطان فأنزل مطرا من السماء ليطهر المسلمين به، ويذهب عنهم رجز الشيطان! وأنزل الله تعالى النعاس والماء على المسلمين في الليلة التي كانت قبل يوم المعركة:” إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ”(الأنفال/11).
السر الرابع: “المطر جند من جنود الله المطيعين”
عباد الله: “المطر أهلك الله به أقواماً تمردوا وطغوا وفسقوا فأغرقهم: “كذبت قبلهم قوم نوح، فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر، فدعا ربه أني مغلوب فانتصر، ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قد، وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر، ولقد تركناها آية فهل من مدكر، فكيف كان عذابي ونذر”(القمر/16-25).
فالمطر كما كان جنداً من جنود الله في العقاب كان من جند الله في سبيل نصرة الدين كما حصل في غزوة بدر:” إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ”(الأنفال/11). يقول الأطباء: “عند الخوف تفرز في الدماء مادة معينه ترتعش منها الأطراف فلا تثبت، فإذا تبلل هذا بالماء يستفيق ويقف على قدميه وتزول الرعشة، وقد كان نزول الماء علي بدر من الأسباب المادية التي جعلها الله وسيلة لتثبيت الأقدام، بتقليل هذه المادة في الدماء.
الخطبة الثانية:”
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله اما بعد فيا عباد الله –
السر الخامس: “الحصى في عيون القوم “فعندما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعائه أخذ قبضة من التراب، فرمى بها في وجوه القوم وقال: “شاهت الوجوه” فانهزموا، فأنزل الله تعالى: “وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى”(الأنفال/ 17).
عباد الله : “والسؤال الذي يَفرض نفسه: هل هذه الخوارق خاصةٌ برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، أو إنها عامة للأمة إذا توفَّرَت الدواعي؟
يظن بعض الناس أن تأييد الله للمؤمنين بالملائكة وبغيرهم من جنده انقطَع بوفاة رسول الله، وكأن الله سبحانه وتعالى ترك أمور الدنيا لأهلها يتصرَّفون كما شاءوا من غير تدخُّل منه؛ فكأن هؤلاء لا يقرَؤون قول الله تعالى: “كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ” (الرحمن/29). يَخفِض أقوامًا ويَرفع أقوامًا، ويُعز أقوامًا ويذل أقوامًا، “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”(آل عمران: 26). ووعدُ الله مستمرٌّ إلى يوم القيامة: “إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”(محمد: 7).
أيها الإخوة: إن بدرًا كانت البوابة التي دخَل منها المسلمون تاريخَ الانتصارات الحربية. ودروس بدر ستَبقى على مر الأيام تربِّي أجيالَ المسلمين؛ من قادة وجند، ودعاةٍ وشعوب، فبدرٌ مَعينٌ لا يَنضب مِن العظات والعبر ولو تحدثنا عنها ما كفانا وقت.
وعلينا نحن أن نُحيي ذكرى بدر في نفوسنا كلَّ حين، وأن نُلقي من خلال عظاتها وعِبَرِها أضواءً كاشفة على واقعنا المعاصر؛ لنستلهم سُبلَ النجاة، ونتلمَّس طريق النجاح والفلاح.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين انصر الإسلام والمسلمين.. اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عاب النار”
عباد الله: “قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة؟
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف